كتاب مراحل السالكين

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ
الرَّحِيمِ

فـائــدة: ذكر بعضهم أن الشيخ حبيباً العجمي الذي تقدم
ذكره العالي في السند الأول قبل أن يكمل فطامه في الطريق على يد الإمام الحسن
البصري، كان لبس خرقةً من الإمام أبي بكر محمد بن سيرين، وهو من أنس بن مالك رضي
الله عنه، وهو من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويُروى أن الإمام جعفر الصادق أخذ
علم الباطن عن جده لأمه الإمام القاسم بن محمد بن سيدنا الإمام أبي بكر الصديق رضي
الله عنهم أجمعين، وهو أخذ عن سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه، وهو أخذ عن سيد
المرسلين صلى الله عليه وآله الطاهرين وصحبه أجمعين. وقد صح أن سلمان تلقّى علم
الباطن عن أمير المؤمنين علي، وهو عن ابن عمه صلى الله عليه وسلم. فلا فرق، إذ الكل
راجع إليه صلوات الله عليه.

(قال الجهبذ الأنصاري قدس الله سره في العقود):
قال شيخنا الفاروثي في الفصل الثاني من كتابه عند ذكر السيد علي الرفاعي والد
الإمام الأكبر أبي العلمين رضي الله عنه: لبس، يعني السيد عليا، خرقة أهل البيت من
ابن عمه السيد حسن بن السيد محمد عسلة الرفاعي، وهو لبسها من ابن عمه السيد يحيى
الرفاعي نقيب البصرة المهاجر من المغرب وهو لبسها من أبيه السيد ثابت بن حازم
الإشبيلي الرفاعي، وهو لبسها من أبيه السيد علي الحازم أبي الفوارس الرفاعي، وهو
لبسها من أبيه السيد علي أبي الفضائل الرفاعي، وهو لبسها من أبيه السيد الحسن رفاعة
أبي المكارم المكي نزيل إشبيلية المغرب، وهو لبسها من أبيه السيد أبي القاسم محمد
البغدادي الحسيني نزيل مكة، وهو لبسها من أبيه السيد الحسن القاسم أبي موسى رئيس
بغداد الحسيني وهو لبسها من أبيه السيد الحسين عبدالرحمن، المحدث المعروف بالرضي
الحسيني القطيعي، وهو لبسها من أبيه السيد أحمد الصالح الأكبر الحسيني، وهو لبسها
من أبيه السيد موسى الثاني الحسيني، وهو لبسها من أبيه الأمير الجليل السيد إبراهيم
المرتضى الحسيني، وهو لبسها من أبيه الإمام موسى الكاظم الحسيني، وهو لبسها من أبيه
الإمام جعفر الصادق الحسيني، وهو لبسها من أبيه الإمام محمد الباقر الحسيني، وهو
لبسها من أبيه الإمام زين العابدين علي السجّاد، وهو لبسها من أبيه الإمام الحسين
السبط عليه السلام، وهو لبسها من أبيه أمير المؤمنين علي الكرّار عليه السلام، وهو
لبسها من ابن عمه سيد المرسلين، حبيب رب العالمين، صلى الله عليه وسلم. وهو صلى
عليه مولاه قال (أدّبني ربي فأحسن تأديبي). وهذه الخرقة الشريفة يتداولها أسيادنا
بنو رفاعة بينهم، ما فيها يد من غير أهل البيت؛ ولذلك يسمونها خرقة أهل البيت.

لبس هذه الخرقة الطاهرة سيدنا السيد أحمد الكبير من ابن عمه السيد عثمان،
والسيد عثمان تربّى في طريق الصوفية بتربية السيد أحمد، وعنه أخذ طريق القوم وبه
تخرّج. إلا أن خرقة البيت انتهت إليه في وقته فلبسها السيد أحمد عنه، وهو لبسها من
ابن عم أبيه سلطان العارفين أبي المحامد السيد علي المكي صاحب هذا السند، والد
شيخنا السيد أحمد رضي الله عنه وعنهم أجمعين، ونفعنا بهم يوم العرض، إنه وليّ
المتقين.

تــحــفـــــــة:

خرق
القوم كلها بركاتُ = ذات وصلٍ عارٍ من الانقطاعِ
وأجلُّ الجميعِ قرباً وفتحا =
خِرقة السيد الكبير الرفاعي

doPoetry()

1 2	خرق القوم كلهـا iiبركـاتُ ذات وصلٍ عارٍ من الانقطاعِ وأجلُّ الجميعِ قربـاً iiوفتحـا خِرقة السيد الكبير الرفاعـي

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ
الرَّحِيمِ

(قال
شيخ مشايخنا القطب الغوث السيد عزالدين أحمد الصياد) سبط الإمام الرفاعي رضي الله
عنهما في كتاب "المعارف المحمدية في الوظائف الأحمدية": كان الشيخ الإمام محمد بن
عبدٍ البصري رضي الله عنه يقول: السيد أحمد وجه لا يُخزيه الله في أتباعه أبدا.
وكذلك كان الشيخ

الكبير أحمد الزعفراني يقول: وكان من أكابر العصر يقولون
في شأن السيد أحمد رضي الله عنهم:

إذا
نظرتَ إلى الدنيا وهيئتها = فانظر إلى ملِكٍ في زيِّ مسكينِ

إن كان يصلحُ
للدنيا سواهُ فتى =فذاك يصلحُ للدنيا وللدينِ

doPoetry()

1

2 إذا نظرتَ إلى الدنيا iiوهيئتهـا فانظر إلى ملِكٍ في زيِّ مسكينِ

إن كان يصلحُ للدنيا سواهُ iiفتى فذاك يصلـحُ للدنيـا iiوللديـنِ

وكان رضي الله عنه مؤيداً محكماً في القلوب، قاهراً لنفسه،
حاكماً عليها، مكيناً في طوره، عظيم الجناب، هيِّن الجانب، سليم الصدر، ليِّن
العريكة، مهملاً للدنيا، مُقبلاً على الله. لا تريعه حوادث الأكوان، ولا يستبشر
لشيء من بهارجها، متمكناً في مقامه، لا تحركه الزعازع، ولا تقلقه الواردات، صعباً
على أهل البدعة، هيِّناً على أهل الحق. كالسحاب المبارك، أين وقع نفع. لم يخالف
قوله فعله. وكل أفعاله وحركاته وسكناته وأنفاسه لله تعالى. ولا يهاب ملوك الدنيا،
ولا يترفع على الضعفاء والفقراء، ويجلس مع المساكين، ولا يعرف بينهم، ويخدمهم
بنفسه، ويطوف في الرواق على حِلق الفقراء وقت الطعام. ويحرض الإخوانَ على خدمة
الإخوان ويقول: اخدموا إخوانكم لأجل الله تعالى، وإياكم والأعمال التي تنصرف لغير
الله. وكان لا يقوم لأحد من كبار الدنيا، ولا يعبس في وجه أحد من المساكين، ويجمع
رواقه كل يوم وليلة أكثر من عشرين ألفا، يمد لهم السماط صباحا ومساء. ومُحيّاه
المبارك يجمع أكثر من مائة ألف إنسان، ويقوم بكفاية الجميع. ونحن معاشر أهل بيته
وهو أيضا كآحاد الفقراء، وكان لا يملك شيئا من عرض الدنيا، وإذا صار له شئ منها
أنفقه في الحال.

وأما أبراج الرواق وضياعه وبساتينه وأحباسه في أزيد من
أملاك الملوك، وتصرف كلها يوماً فيوماً على فقراء الرواق، وهو بمعزل عنها ولا مس
بيده من ناتجها درهماً ولا ديناراً، بل كان وكلاء الرواق من أصحابه يأخذونها
وينفقونها في الله لله.

وكان يأمر بتعظيم العلم والعلماء ويقول: العلماء
العاملون بشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الأولياء المرشدون. وكان يأمر
المريد المُبتدي بالتفقه في أمر الدين ويحثه على تعلم الأحكام التعبدية، ويقول: هذه
أهم من السلوك والتريض، وبغيرها فالسلوك والتريض زيغ. ويقول: علموا المبتدئين
والمريدين علم العقائد فإنه سلم المعرفة، ومن ضل عن علم العقيدة فهو عن الله في
حجاب، وإنْ أحدث في العقيدة فهو على الضلال.

وكان رضي الله عنه يأمر
بملازمة الكتاب والسنة واتباع آثار السلف الصالح، وينهى عن الغلو وانتحال المحدثات
ويقول: الغلو والشطح وما شاكلهما زندقة بشكل تصوف، والحق أبلج من هذا وهذا، والله
يتولى الصالحين.

وكان يقول: ما رأينا من عواقب أهل الغلو والشطح وأتباعهم
إلا أنهم ضلوا وأضلوا، وما رأينا من عواقب التشرع إلا السلامة.

وكان الشيخ
الإمام جمال الدين الخطيب الحدادي يقول: انتهت نوبة الفضائل للسيد أحمد الرفاعي رضي
الله عنه في عصره، وكان إذا جلس للدرس على كرسيه يحيط به أئمة العلماء، وفحول
الفضلاء، وصنوف أهل المعارف والعلوم. فإذا ابتدر الكلام أخرس المتكلمين، وأبهت
الجاحدين، وحير العارفين، وأرقص السالكين، وأبكى الخاشعين، وأذهل المتمكنين، وأتى
بجوامع الكلم وراثة من جده صلى الله عليه وسلم، وبرز لجلاسه بكل فن، فالأدباء تأخذ
نصيبها من فصاحته، والعلماء من معارفه، والفلاسفة من تحقيقه، والمتكلمون من تبيانه،
والبلغاء من رقائقه، والأولياء من حقائقه، والعقلاء من حِكمه، والفقراء من أدبه،
والصلحاء من مواعظه. وكلهم في حيرة منه لِما مَنَّ الله عليه به من عظيم مواهبه،
ليس على وجه الأرض في هذا العصر من مجلس في علم الحقيقة معمور الأطراف بلباب
الشريعة يرد به الشارد، وتحصل به الفوائد، وتطير به القلوب إلى علام الغيوب، لا علو
فيه ولا غلو، ولا تشم منه رائحة الدعوى، إلا مجلس السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه؛
فإنه مدرسة للعلماء، ورباط للفقراء، ورياضة للسالكين، وحجة للعارفين، والله يختص
برحمته من يشاء.

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ
الرَّحِيمِ

وبالرواية عن الشيخ
العارف بالله عبدالملك بن حماد الموصلي رحمه الله قال: كان السيد أحمد رضي الله عنه
على جانب عظيم من الحلم والرفق والتواضع، وما خاطب صغيراً ولا كبيراً قط إلا بأي
سيدي، وما رأى نفسه شيئاً قط، ولا شهد له مزية على أحد من الخلق، وكان يبذل بذل
الملوك، وعيشته في أهله وعياله عيشة الفقراء، ويقول: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.
وكان يلبس قميصاً أبيض ورداء أبيض وخُفّاً من صوف أبيض، ويتعمم بعمامة سوداء دسماء،
وفي بعض الأحيان يتعمم بالبياض، وكان رفيع القوام، نحيف الوجود، كثير التبسم، قليل
الضحك، مكينا في طوره، ذا هيبة عظيمة، لا يتمكن جليسه من إباحة النظر إليه، هذا مع
رفقه وظرافة طبعه وخلقه ورقة شيمه، وذلك لما اشتمل عليه من العلم والعقل والعبادة
والكمال والفضائل والمجد وعلو النسب والكرم والخوارق الغر والحكمة البارعة والسنن
المحمدي ورفعة القدر وبعد الصيت والشهرة والشأن الوحيد في عصره. نفعنا الله به
والمسلمين آمين.

وروي عن الشيخ يعقوب بن كراز رحمة الله عليه قال: كان سيدي
أحمد قدس الله تعالى روحه في صِغَرِه عاقلاً حامداً ذليلاً مُنكسراً، ما عرف أحد قط
له كلمة زائدة ولا ناقصة، ولا فاه يوماً بكلمة بما يريب ولا ما يغيظ به جليسه ، ولا
سأله أحد قط شيئاً كان بيده أو يقدر عليه ومنعه عنه، إلا أعطاه ما طلبه وأجابه إلى
ما سأله، وما وعد أحداً قط وعداً وعدل عنه.

وكان قدس الله تعالى سره لا
يراه أحد قط إلا ضاحكاً، أي مبتسماً، وكان يلازم الوحدة ويحبها، ولا يخالط اللعبة
ولا يلعب معهم ولا يمازحهم وإذا مازحوه لا يحرد، وكان يقول الحق ولو على نفسه، وما
كذب قط لا هزلا ولا جدلا ولا جدا، وكان إذا رآه من لا يعرفه عبرت عينه عليه لأجل
مسكنته كأنه كان يتيماً غريبا.

وكان جليل القدر دائم البِشر، قوي الهِمّة،
غزير العقل، شديد العزم على طلب الخير. وكان يحب الصالحين ويزورهم ويتردد إليهم
ويغتنم بركتهم، ويسألهم الدعاء ويقبل أقدامهم. ولما كان في المكتب كان يتحمل أذية
الصغار ولا يحرد منهم ويقضي حوائجهم، حتى كان يمسح الألواح للأطفال في شدة البرد
ويقول لهم: من كان منكم يخشى البرد من مس الماء يعطيني لوحه أغسله. وكان يشفق
عليهم، ويوقد لهم النار ويدفيهم. وإذا جاء وقت الصلاة ينهض من غير كسل ويسبغ الوضوء
ويقصد المسجد، فيصلي ويرجع.

وكان قدس الله تعالى روحه يقول للصغار: صلوا ما
دمتم فارغين متفرغين قبل اشتغالكم بالدنيا وطلبها، فإذا صليتم وأنتم فارغون صغار
حلت في قلوبكم عند الكبر. وما وضع يده قط على ألم إلا شفاه الله تعالى، فكان الناس
يعرفون له ذلك من صغره. وأنه رحمة الله عليه ما ادَّخر شيئاً من الدنيا، ولا أكل
وحده قط، ولا اشتهى شهوة إلا فرقها على الأطفال ولا يأكل هو منها. وكان يشفق على
المعلم ولا يقول إلا يا سيدي. وكانت له الهيبة والمحبة في قلوب الناس. وكان يُقبِّل
يد كل من يراه ولا يعطي أحداً يده يقبلها. وكان إذا سأله أحد لدعاء رفع يده نحو
السماء فلا يعلم أحد ما يقول. فيجدون بركة الدعاء، وتقضى حوائجهم ببركته وبركة
دعائه.

وكان إذا سمع بمريض من أهل البلدة يزوره ويتردد إليه لصغر نفسه، ولا
يستحي من حسنة يعملها. وكان إذا رأى غريباً حمله وأكرمه ويحمل له طعاماً ويبيِّته
عنده. وكان كثير الإطراق، سريع العبرة، حزين القلب، حريصاً على فعل الخيرات. وكان
قدس الله تعالى روحه إذا قرأ القرآن على الشيخ لا يتلقن أكثر من آية أو آيتين،
ويدرسها يومه أجمع وليلته؛ لأنه كان لا ينام الليل كله في صغره. وكان يعتبر في
الآية ويتفكر ولا يقرأ بعجلة، بل بترتيل وخوف، ويقرأ ودموعه تجري على وجهه كالغيث،
وكان يحب القرآن وأهله. وإذا رأى صغيراً في الدرب يلعب، يلعب معه ويشفق عليه
ويرغّبه في القراءة ويقول: نقرأ أنا وأنت، وكل ما تريده علي. ولا يزال عليه حتى
يدخله حلقة المقربين. فإذا رآه وقد تلقن شيئاً من القرآن فرح به واستبشر.

وكان إذا رأى شخصا كبيراً أكرمه وخدمه والتفت إليه. وكان إذا رأى أعمى أشفق
عليه وقاده إلى موضع حاجته. وكان يقضي للفقراء حوائجهم ويملأ لهم أباريقهم من الشط،
ويحمل لهم الطعام، ويمنع من يتعرض لهم. وكان لا يترك من به فاقة على حسب طاقته. ولا
يرى محتاجاً إلا تعرض به لأجل حاجته. وهذا دأبه إلى أن كبر رضي الله
عنه.

وقال العارف الوتري قدس الله سره في
مناقب الصالحين: كان الولي الكبير أبو البركات الشيخ عقيل المنبجي رضي الله عنه
يقول: السيد أحمد الرفاعي حجة الله على الأولياء، وكأني وخطاب الحق يصدر في المحشر
لهم: يا معاشر الأولياء! أجاء كل واحد منكم بما جاء به أحمد؟ هجر الدعوى، ولزم
التقوى، وطرح الشطح والافتخار، وادَّرعَ بالذل والانكسار، ومحا التعالي والإدلال،
وأثبت لنفسه المسكنة والإذلال، ألا هو العبد كل العبد، عرف حد البشرية فما تعداه،
وعلم عظمة الربوبية فتململ بالخضوع بين يدي مولاه. ويليق والله لمثل هذا الخطاب؛
فإنه بلغ أعلى الرتب، وما انفك عن مقام الأدب، وسبق القوافل، ووصل المنازل والركبان
من الإشراف على المراتب، والوقوف مع الدعاوى بمشاغل، لله أبوه من سابق لاحق، ولاحق
سابق، وإنه لآية من آيات الله أبرزه الله للخلق، ليُعرف به سلطان الحق، ولمثل هذا
فليعمل العاملون. انتهى.

وأخبر الإمام البركة عزالدين أبو العباس أحمد، ابن
الشيخ محيي الدين أبي إسحاق إبراهيم، ابن العارف الكبير ولي الله العلاّمة السند،
الثبت الفقيه، المقري المحدث، أبي الفرج عمر الفاروئي الكازروني قدس الله أرواحهم
جميعا، أنه كان بمجلس الشيخ العارف الثقة، شهاب الدين عمر السهروردي قدس الله روحه،
وجرى ذكر المشايخ مثل عمه الولي الجليل القدر، الشيخ عبدالقاهر النجيب البكري
السهروردي، والشيخ العارف علي الهيتي، والشيخ أبي محمد الزعفراني، والشيخ الجليل
عبدالقادر الجيلاني، والشيخ قضيب البان الموصلي، والشيخ محمد بن عبدٍ البصري،
وجماعة من أضرابهم، فذكر كل واحد منهم بما يليق لمرتبته وأثنى عليهم، وذكر فضائلهم
ومناقبهم، ولم يتعرض لذكر السيد أحمد الرفاعي أبدا، قال: فصبرت إلى أن سكت وقد
بلغتني الغيرة، وكلما أردت التكلم أجد مانعاً من نفسي حتى كدت أن أتميز من غيرتي
ولم يطلع على شأني أحد. فبينما أنا على ذلك الحال، وإذا برجل من المجاذيب دخل
المجلس فقال للشيخ شهاب الدين قدس الله سره: يا عمر! أي المشايخ من الجنيد إلى الآن
أكبر مقاماً، وأتم منزلة، وأكمل تمكيناً، وأصح حالا؟ فقال: الإنصاف ياشيخ أن يُقال
السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه فدار المجذوب دورين أو ثلاثاً وقال:

لا
ينقص البدرُ في برج الكمالِ إذا = عدّوا النجوم وما عدّوه إجلالا

doPoetry()

1 لا ينقص البدرُ في برج الكمالِ إذا عدّوا النجوم وما عـدّوه iiإجـلالا

والتفتَ
إلي كأنه يخاطبني، فكدتُ أذوب وجداً وأطيرُ طرباً وخرج، فقلت للشيخ: إذا كان الأمر
كما ذكرتم، فلأي شئ ما تفضلتم بذكر السيد أحمد حين ذكرتم الجماعة؟ فقال: الجواب
البيت الذي أنشده الرجل. ثم قال: وعظيم جلال الله ما سبقه الجنيد رضي الله عنه إلا
بأن جاء قبله وإلا، ففي مرتبة التمكين أعجز اللاحقين وسبق السابقين. ولله وضع الفضل
كما يشاء، وحيث يشاء. يفعل ما يريد، له الخلق والأمر وهو على كل شئ قدير.

وجرى ذكر السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه في مجلس الشيخ عبدالقادر الجيلي
مرة فقال: السيد أحمد الرفاعي حجة الله على أوليائه اليوم، وصاحب هذه المأدبة
وأنشد:

هذا
الذي سبق القوم الأولى وإذا = رأيته قلتَ هذا آخر الناسِ

doPoetry()

1 هذا الذي سبق القوم الأولى وإذا رأيته قلتَ هذا آخـر iiالنـاسِ

وسأل
جماعة الشيخ أبا المنذر رضي الله عنه عن أعظم الأولياء قدراً في العصر فقال: رجلان،
الشيخ محمد بن عبدٍ البصري شيخ الأستاذ عمر ابن أخي العارف أبي النجيب السهروردي،
والسيد أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهما. فقيل: أي الرجلين أرفع مقاما؟ قال: السيد
أحمد كان قطب الأقطاب في الأرض، ثم صار قطب الأقطاب في السموات، ثم صرفه الله في
السموات كتصرفه في الأرض، فكادت تكون كالخلخال في رجله، ولا علم لنا بعد ذلك أين
وصل. وإنا لنعرف وجهته في السير، ولكن لا نعرف منتهاه رضي الله عنه.

ولو
ذكرنا ما ورد في شأنه على لسان عسكر القوم لضاق الوقت فإن ذلك أكثر من أن
يُحصى.
_________________

بارك الله فيك أخي على الموضوع لكن كان عليك تقسيمه لأجزاء مستقلة كي يتسنى قراءتها بسهولة
جزاك الله عنا خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله جهودك اخي الفاضل

جزاك الله خيراً على المجهود الطيب ..

محمد حسان كتب:

بارك الله فيك أخي على الموضوع لكن كان عليك تقسيمه لأجزاء مستقلة كي يتسنى قراءتها بسهولة
جزاك الله عنا خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قريباً إن شاء الله وعليكم السلام و رحمة الله

alia كتب:

بارك الله جهودك اخي الفاضل

و اياكم

عاشق الرسول كتب:

هلا بالحبيب

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم

جزاك الله خيراً و بارك الله فيك

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

ابناء السيد ادريس كتب:: بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم

جزاك الله خيراً و بارك الله فيك

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

وعليك السلام نورت

» معلومات مفيدة عن مراحل علاج الادمان
» كتاب الاعجاز العلمي للدكتور زغلول النجار
» كتاب الطالب + كراسة التمارين + المرشد لحل المسائل ( الجزء ال