عاشق النبي
{{ المدير العام }}
المساهمات : 2505 الجنسية : سورية السٌّمعَة : 18 عدد النقاط : 1249 مزاجي :
| موضوع: تفسير سورة الزلزلة الإثنين 09 فبراير 2009, 01:11 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم : إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
--------------------------------------------------------------------------------
هذه سورة الزلزلة جاء في حديثين أن قراءتها في ليلة تعدل قراءة نصف القرآن، وهذان الحديثان ننبه عليهما، وأنهما حديثان ضعيفان، لا يصحان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها، لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال ذلك. ولكن هذه سورة قد ذكر الله -جل وعلا- فيها ما يكون يوم القيامة، أو ذكر فيها شيئا مما يكون يوم القيامة، فقال جل وعلا: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا يعني: أن الأرض يوم القيامة ترجف وتضطرب اضطرابًا شديدًا. الله -جل وعلا- خلق هذه الأرض، وأسكنها وجعلها مستقرة، فإذا جاء يوم القيامة فإن هذه الأرض تضطرب وترجف رجفًا شديدًا، وتميد بأهلها كما قال الله -جل وعلا-: إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وقد تقدم بيان ذلك. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا يعني: أن الأرض تُخْرِج ما فيها من الأموات، كما قال الله -جل وعلا-: وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ وتقدم بيان ذلك. وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا يعني: أن الإنسان إذا شاهد أهوال يوم القيامة، ورأى هذه الأرض ترجف رجفًا شديدًا، قد أخرجت ما في باطنها يقول مندهشًا: ما لها، أي شيء حدث لها؟ وهذا كما يحصل إذا حصل اضطراب في شيء من المخلوقات بسرعة، فإن الإنسان يتعجب من ذلك ويندهش ويقول: لماذا حدث؟ أو لأي شيء حدث هذا ؟ كذلك يوم القيامة لشدة الوقعة على الناس، وفزع القلوب، وقروع هذا الهول في قلوبهم، فإن الإنسان يقول: ما لها أي ما للأرض؟ وهذا يدل على شدة هذه الزلزلة، وعلى شدة الهول، كما قال الله -جل وعلا-: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . قال الله -جل وعلا-: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا أي: يومئذ تخبر الأرض الناس أخبارها، يعني: تخرج الأخبار، قال كثير من السلف معناها: أن الأرض تخبر الناس بما عملوا عليها، تخبر كل إنسان بما عمل على هذه الأرض، وذلك من إنطاق الله -جل وعلا- لها؛ لأن الذي ينطق الجلود، وينطق الأسماع والأبصار والأيدي والأرجل يوم القيامة ينطق الأرض كذلك، فتخبر العباد بما فعلوا عليها. وقد جاء في ذلك حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قرأ هذه الآية، وقال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأرض تشهد على كل عبد وأمة بما عمل عليها، تقول: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ولكن هذا حديث -أيضًا- لا يثبت، ولا يصح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فيه راو ضعيف، ولكن تفاسير السلف، أو أكثر السلف يدور تفسيرهم على هذا المعنى. ثم قال جل وعلا: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا أي: تُظهر هذه الأخبار، بسبب أن الله -جل وعلا- أوحى لها أن تُظْهِر هذه الأخبار، وذلك يعود إلى مشيئة الله -جل وعلا- وقدرته، فلو لم يوح لها ويلهمها ذلك ما أخرجت أخبارها، ولكنه جل وعلا أوحى لها فأخرجت أخبارها لتشهد هذه الأرض على العبد بما عمل عليها. قال تعالى: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ يعني: أن الناس يوم القيامة يصدرون من قبورهم إلى الموقف؛ ليروا أعمالهم يخرجون من قبورهم، وهم أصناف: فريق مُسْوَدَّة وجوههم، وفريق مُبْيَضَّة وجوههم، وفريق من أهل النار، وفريق من أهل الجنة، يصدرون إلى الموقف ليروا أعمالهم، فإذا رأوا أعمالهم أقيمت عليهم الحجة، كما قال الله -جل وعلا-: وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا . فكل عبد يوم القيامة يرى صحيفة عمله، فهم يصدرون إلى الموقف؛ ليروا ويطلعوا على أعمالهم، قال الله -جل وعلا-: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ أي: من يعمل في هذه الدنيا مثقال ذرة خيرًا يره يوم القيامة، والذرة فُسِّرَتْ بأنها النملة، وفسرت بأنها الهباء الذي يكون في شعاع الشمس إذا دخلت من النافذة، وفسرت بأنها التراب الذي يلصق باليد بعد ضربها بالأرض. ولكن هذه الذرة ليست هي أصغر شيء في الكون؛ لأن الله -جل وعلا- قال: وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ فدل على أن هناك شيئا دون الذرة، يسطره الله -جل وعلا- في الكتاب. ثم قال -جل وعلا-: وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ أي يرى ذلك مكتوبًا يوم القيامة، هاتان الآيتان قال الله -جل وعلا- فيهما: يره ولم يقل: يجازى عليه. وفَرْقٌ بينهما؛ ولهذا المؤمن يوم القيام يحاسبه الله -جل وعلا- حسابًا يسيرًا، وهو العرض: فيدنيه الله -جل وعلا- ويقرره بذنوبه ويقول: قد عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقر بذلك، ثم يقول له الله -جل وعلا-: قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم . فالله -جل وعلا- أطلعه على عمله، وأراه عمله، ولكن الجزاء شيء آخر؛ ولهذا لا يَرِدُ على الآية الثانية ما ذكره بعض العلماء من أن الله -جل وعلا- هنا ذكر أنه يُطْلِع الكافر على سيئاته، مع أنه جل وعلا أخبر في آيات أخرى أن أعمالهم حابطة، وأنهم ليس لهم عليها حسنات كما قال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وقال جل وعلا: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا وقال جل وعلا: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ وقال سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ . فهذا يدل على أن الكافر يقدم يوم القيامة، وليس له حسنة، والآية التي معنا تدل على أنه يطلع على حسنات، ومع هذا لا تعارض بينهما؛ لأن الله في الآية، قال: يَرَهُ ولم يقل: يجازى عليه، فهو ينشر له صحفية عمله، ويطلع على حسناته وسيئاته، ولكن حسناته قد حبط ثوابها بكفره. ثم إن حسناته قد كوفئ عليها في الدنيا، كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الكفار يُجَازَوْن بما صنعوا من الحسنات في الدنيا بمثلها في الدنيا، لكن في الآخرة ليس لهم عند الله -جل وعلا- من نصيب. فقوله جل وعلا: يَرَهُ هو الكافر يرى يوم القيامة ما عمل من خير وشر، ولكن عند الجزاء يحبط عمله؛ بكفره بالله جل وعلا. ثم إن الله -جل وعلا- قد كافأه على حسناته بمثلها في الدنيا؛ لأن الكافر لا يرجو ثواب الله -جل وعلا- في الآخرة؛ فلهذا عجل له نصيبه في الدنيا؛ وإذا قدم على الله -جل وعلا- كان عمله حابطًا، والله -جل وعلا- أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. | |
|
alia
@ عاشق برونزي @
المساهمات : 204 الجنسية : palstinyan السٌّمعَة : 13 عدد النقاط : 245 مزاجي :
| موضوع: رد: تفسير سورة الزلزلة الثلاثاء 31 مارس 2009, 02:29 | |
| | |
|
عاشقة الرسول
{{ مصممة مبدعة }}
المساهمات : 943 الجنسية : مسلمة و أفتخر السٌّمعَة : 3 عدد النقاط : 1912 مزاجي :
| موضوع: رد: تفسير سورة الزلزلة الأربعاء 01 أبريل 2009, 00:58 | |
| | |
|
عاشق النبي
{{ المدير العام }}
المساهمات : 2505 الجنسية : سورية السٌّمعَة : 18 عدد النقاط : 1249 مزاجي :
| موضوع: رد: تفسير سورة الزلزلة الخميس 23 أبريل 2009, 01:29 | |
| | |
|
حمامة السلام
@ ضيف شرف @
المساهمات : 59 الجنسية : مسلمة و اعتز السٌّمعَة : 10 عدد النقاط : 71 مزاجي :
| موضوع: رد: تفسير سورة الزلزلة الخميس 23 أبريل 2009, 06:26 | |
| بارك الله فيك أخي الكريم علي هذا النقل الطيب والفائدة الطيبة | |
|
عاشق النبي
{{ المدير العام }}
المساهمات : 2505 الجنسية : سورية السٌّمعَة : 18 عدد النقاط : 1249 مزاجي :
| موضوع: رد: تفسير سورة الزلزلة الجمعة 24 أبريل 2009, 00:11 | |
| - اقتباس :
-
بارك الله فيك أخي الكريم علي هذا النقل الطيب والفائدة الطيبة
wa eyyak | |
|
صانع السلام
@ عاشق جديد @
المساهمات : 16 الجنسية : امريكي السٌّمعَة : 10 عدد النقاط : 32 مزاجي :
| موضوع: رد: تفسير سورة الزلزلة الجمعة 24 أبريل 2009, 01:42 | |
| بارك الله فيك أخي الكريم علي هذا النقل الطيب والفائدة الطيبة | |
|
عاشق النبي
{{ المدير العام }}
المساهمات : 2505 الجنسية : سورية السٌّمعَة : 18 عدد النقاط : 1249 مزاجي :
| موضوع: رد: تفسير سورة الزلزلة الجمعة 01 مايو 2009, 15:22 | |
| - اقتباس :
- بارك الله فيك أخي الكريم علي
هذا النقل الطيب والفائدة الطيبة و إياك إن شاء الله | |
|